نحن مَنْ تحدث عنهم الكتاب قائلاً: "بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياءواختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود" (1كورنثوس 1: 27، 28). لماذا هذه المدونة؟ هذه المدونة بمثابة: "صوت صارخ في البرية"(متى 3: 3). لماذا نور؟ "لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا، لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2كورنثوس 4 : 6). ولماذا حق؟ "وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 8: 32).
الجمعة، 20 يونيو 2014
يقف النظام البابوي سدًا
منيعًا وحجرة عثرة أمام الذين هم من خارج دائرة
المسيحية، إذ رأوا هوّة شاسعة بينه وبين التعاليم المسيحية التي سمعوا
عنها. رأوا شخصًا هو المتسيد على تابعيه، والذي يجب طاعته طاعة عمياء، والذي يحمل
من الألقاب ما لا طاقة لبشر أن يحملها، ومما كان يطلق على أباطرة الرومان في عنفوان سلطتهم وسطوتهم، مثل
"الحبر الأعظم"، إذ كان الإمبراطور بمثابة الإله المعبود.
هذا بحث مقدم شهادة أمام الله والتاريخ، لبيان حقيقة النظام البابوي.. الكهنوتي..
الرهباني في الكنائس التقليدية، ويعد استكمالاً لمسيرة رجال الإصلاح الذين اعترضوا
على بعض القرارات والتعاليم البابوية المخالفة لكلمة الله، دون التعرض للنظام
البابوي ذاته، وامتحانه في ضوء كلمة الله، والتاريخ.
كما أن هذا البحث ليس للكل أن يطلع عليه، فهو مقدم للذين يحترمون ويجلّون
كلمة الله، ويؤمنون بكفاية الإعلان الإلهي لخلاص الإنسان وحياته الأبدية. أما
الذين يتمسكون بتعاليم الناس، ويرفعونها فوق الكتاب المقدس، فلن يكون هذا البحث
مفيدًا لهم.
كما أن هذا البحث مقدم للذين يحترمون أعظم عطية وهبها الله للإنسان وميّزه
بها، ألا وهي موهبة العقل. أما الذين أسلموا رقابهم للآخرين ليسوقوهم، دون أن
يدروا أي مصير أبدي يواجهون، فهذا البحث لن يكون مفيدًا لهم.
والغرض من هذا البحث هو الإجابة عن التساؤل: هل النظام البابوي.. الكهنوتي..
الرهباني أسسه المسيح نفسه، أم أسسه تلاميذه من بعد صعوده، أم أسسه الآباء الذين
تتلمذوا على أيدي رسل المسيح؟ ما هو مصدر هذا النظام؟
وهل قدم النظام البابوي والكهنوتي المسيحية الحقيقية أمام العالم الخارجي
أم مسيحية مزيفة من صنع الإنسان، كانت سبب عثرة للآخرين بدلاً أن تكون سبب خلاص
لهم؟
تساؤلات كثيرة يوضحها هذا البحث الذي أستودعه بين يدي إلهي القدير، ليكون
سبب بركة لكل إنسان مخلص، محب لمعرفة الحق، واتباعه.
والمجد لإلهنا في كنيسته الحقيقية،
إلى آباد الدهور، آمين ثم آمين.
سعيد هرمينا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)