الجمعة، 22 أبريل 2011

هل أسس المسيح النظام البابوي؟


الفصل الأول
هل أسس المسيح النظام البابوي؟
إن كان حقًا الرب هو مؤسس النظام البابوي، فلابد أن يكون ذلك معلنًا في الإنجيل، فلنذهب إلى الإنجيل كما دونه الرسول متى، ونرى دعوة الرب لتلاميذه، وأمر التكليف للقيام بمهامهم.
في إنجيل متى 4: 18- 22 مكتوب: " وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا:«هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ".
من هذا النص المقدس، نجد أن بطرس و أندراوس أخاه هما أول من تقابل معهم الرب (حسب ما دونه الرسول متى) ودعاهم لتبعيته "هَلُمَّ وَرَائِي"، وكان مرسوم تكليفهما للخدمة هو "فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ".
ثم مقابلة الرب مع أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ هما: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فَدَعَاهُمَا. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.
ومن متى 8: 14، 15 نرى أن بطرس وهو أول من دعاهم الرب للخدمة، كان متزوجًا (لم يكن راهبًا، أو متبتلاً) فمكتوب: "وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ، رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً، فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا الْحُمَّى، فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ".
وفي متى 10: 1- 10 نرى:
* عدد التلاميذ:
 "ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ"
* السلطان الممنوح:
"وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ".
* أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً:
"اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ".
* وصية الرب لهم:
"إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا. لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ، وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ".

هل من النص المقدس السابق يستشف أن الرب أقام تلاميذه بابوات؟
لو كان الرب يقصد أن يؤسس نظامًا بابويًا لقال الكتاب: "ثُمَّ دَعَا البابوات الاثْنَيْ عَشَرَ"، بدلاً من "ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَر"َ. أيضًا لقال الكتاب: "وَأَمَّا أَسْمَاءُ البابوات الاثْنَيْ عَشَرَ فَهِيَ.." بدلاً من "وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ.."
وهل نستدل من إرسالية الرب لتلاميذه، أنهم كانوا ذاهبين ليؤسسوا نظامًا بابويًا، ويجلسون على كراسي في كاتدرائيات فخمة، ويحملون صلبان من ذهب، ويضعون على رؤسهم التيجان المطعمة بالأحجار الكريمة، ويلبسون الثياب المطرزة والمزركشة، ويحملون العصي المغشاة بالذهب، ويسكنون القصور المؤثثة فأفخر الأثاث (المقرات البابوية، المطرانيات...إلخ؟

أين قول الرب لتلاميذه: لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ، وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ، مما هو حادث في العالم المسيحي الآن؟
وماذا عن مرقس البشير؟
لم يرد ذكره ضمن الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً، ولم يكن ضمن الرسل في إرساليتهم الأولى "إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ". ولم يرد ذكره ضمن الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا في إرساليتهم الثانية إلى جميع الأمم (متى 28: 18-20).   
هذه ملاحظة سريعة، ولكن سيأتي الحديث عن البشير مرقس، بالتفصيل فيما بعد.

وفي متى 28: 18- 20 نقرأ عن إرسالية الرب الثانية لتلاميذه ولم يكن من بينهم يهوذا الخائن الذي مضى وشنق نفسه، يقول الكتاب:
فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ  (الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا) قَائِلاً:«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.
* لقد كانت إرسالية الرب الثانية لتلاميذه إلى "جَمِيعَ الأُمَمِ"
* وكان مرسوم التكليف هو: "عَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ"
أي أن عمل الرسل هو أن يتلمذوا جميع الأمم ويعلموهم وصايا الرب، وليس تأسيس كراسي بابوية، وممارسات طقسية أفرغت المسيحية من جوهرها.
وإذا كان غرض سيدنا العظيم أن يؤسس نظامًا بابويًا، لكان في العالم اثنى عشر كرسيًا بابويًا حسب عدد تلاميذ المسيح، وبناء على هذه الفرضية لنا أن نسأل :
أين كرسي أندراوس الرسول أخو بطرس؟
وأين كرسي يعقوب بن زبدي؟
وأين كرسي يوحنا أخو يعقوب؟
وأين كرسي فيلبس الرسول؟
وأين كرسي برثولماوس الرسول؟
أين كرسي توما الرسول؟
وأين كرسي متى الرسول؟
أين كرسي يعقوب بن حلفى؟
وأين كرسي لباوس الملقب تداوس؟
أين كرسي سمعان القانوي؟
وأين كرسي متياس الذي اختاره الرسل بدلاً عن يهوذا الخائن؟ 
أضف لهؤلاء رسول المسيحية العظيم بولس، أين كرسيه؟
أين خلفاء كل هؤلاء؟ إن كان حقًا قد أقاموا خلفاء لهم، وكأن صاحب الكنيسة، قد توفاه الله، ولم يقم في اليوم الثالث، منتصرًا على الموت، وكأن قوله: "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 28: 20). كلام مفرغ من معناه. يا للحسرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق