الاثنين، 25 أبريل 2011

كيف لمن خانوا العهد أن يحملوا الأمانة؟


كيف لمن خانوا العهد أن يحملوا الأمانة؟

أليس من العجيب، ومن المخالف للعقل والمنطق السليم، أن توكل الأمانة لمن خانوا العهد؟
كيف لخائن أن يكون أمينًا؟ أو تفترض فيه الأمانة؟
كيف تستريح ضمائر هؤلاء الذين نقضوا عهدهم أمام الله؟
هل ضعفوا أمام بريق المراكز والوظائف الكنسية، وجاذبية العالم؟
أم اشتاقوا لرؤية، ما قد هربوا منه؟
علام تركت قلايتك أيها الأب الراهب، ونزلت إلى العالم؟
لماذا هجرت مغارتك أيها الأب الناسك حيث كنت تفترش الأرض بساطًا لك، وتلتحف السماء غطاءً لك؟
هل اشتقت لسكنى القصور المؤثثة بأفخر الأثاث، والمفروشة بالفراش الوثير، حيث الخدم والحشم؟
أين كسرة الخبز اليابسة، وأين رشفة الماء؟
هل اشتقت إلى أطايب الطعام، وأفخر المشروبات؟
أم اشتقت إلى ركوب أفخر السيارات بعد أن سجلت البرية آثار أقدامك وأنت تبرحها ذهابًا وجيئة؟
أين دموعك يا أبي الراهب.. أين صلواتك وتسبيحاتك في خلوتك، بعيدًا عن ضجيج العالم؟
أين صرخات التوبة، وطلب الخلاص؟
 أين الدهش والهزيز ولهجك في أقوال الله؟
 أين ذهب اختبارك، اختبار حضور الله؟
ولماذا تركت خلوتك، وسياحتك في البرية؟
أليس وجودك في البرية كان أعظم خدمة لشعب الله؟
أليست صلواتك كانت بمثابة السور الذي يحمي قطيع المسيح من الذئاب؟
ألم تقطع عهدًا أمام الله أنك مت عن العالم، وصلوا عليك أوشية الراقدين؟
ماذا فعلت، عندما نزلت إلى العالم، في من يحرقون الكنائس؟
ماذا فعلت، عندما نزلت إلى العالم، في من يخطفون الفتيات؟
ماذا فعلت، عندما نزلت إلى العالم، في من يروعون الشبان والشبات، الأطفال والشيوخ، النساء والرجال داخل الكنائس؟
هل علمت الشعب أقوال الله الحسنة، أم أنك كنت تستعرض فلسفتك، وعلمك ...؟

لقد هربت من المجد الباطل، فلماذا تعود له مرة أخرى؟
لماذا تكسر وصية المسيح وتسمح للناس أن يدعوك سيدي .. سيدي، ويقبلون يدك، ويسجدون أمامك ؟

لقد هربت من النساء أيضًا، وفضلت البتولية، فلماذا نزلت إلى العالم حيث النساء وملابسهن القصيرة، وأجسادهن شبه العارية، والمعطرات بالعطور الثمينة؟
لماذا امتلأ مكتبك بالسكرتيرات الحسنوات؟
هل ظننت في نفسك أنك أفضل من داود الملك العظيم؟
هل نسيت قول الكتاب عن الخطية أَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ (أمثال 7 : 26).
يا أبي الراهب .. أين وقارك وأنت تلقي بالنكات على السامعين وتضحكهم؟ هذا فضلاً عن قفشاتك التي تنم عن ذكائك الشخصي، وليس الإلهي؟

يا من تركتم البرية ونزلتم إلى العالم، متى تعودون إلى قلاليكم ومغائركم؟
إن الكنيسة في حاجة إلى ركب ساجدة، وإلى نفوس عابدة، زاهدة، مائتة عن العالم.
أرحلوا أيها الرهبان المرتدون مهما كانت وظائفكم أو مراكزكم الكنسية، وعودوا إلى أديرتكم، وقدموا توبة واذرفوا بدل الدمع دمًا، واندموا على كبرياء قلوبكم، لأنكم ظننتم في أنفسكم أنكم خير من يدير الكنيسة، ونسيتم أنه يوجد إله حي، هو الذي يدير الكنيسة.
وأنه يوجد في العالم من المتزوجين من هم أفضل منكم، وأقدس منكم، وأحكم منكم، وأكثر علمًا في كلمة الله منكم. يكفي أنهم أمناء على العهد، ولم يخونوا الأمانة.




هناك تعليق واحد:

  1. الرب لن يطلب منا ان نبتعد عن العالم بصومعه بل نبشر بالكلمه الهروب عن العالم ليس تعبد

    ردحذف