مقـدمة
بسم الإله الواحد في الجوهر.. الجامع في ذاته لكل ما يلزم لممارسة صفاته أزلاً، دون الحاجة إلى خلائقه، أقدم هذا البحث شهادة أمام الله والتاريخ، والذي يتناول نظامًا ضرب بجذوره في أعماق التاريخ، حتى ظن البعض أنه نظام إلهي، فنسجوا من حوله هالة من القداسة، وأضفوا عليه من الرهبة ما جعل الاقتراب منه كمن يقترب من المُحرّمات التي نهى الله عن الاقتراب منها.
وقد تأجل إصدار هذا البحث أكثر من مرّة، ذلك لإيماني بأن «لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ»، والآن، وإيذانًا بعصر تنوير يعُم ليس فقط مصرنا المحروسة، ولكن شرقنا العربي، أقدمه للباحثين عن الحقيقة..المتحدثين بلغة الضاد ليكون وثيقة بين أياديهم، وشهادة تتوارثها الأجيال المُحبّة لمعرفة الحق.
ولا يُفهم من عنوان البحث بأن المحاكمة تعني الإدانة (judgment)، ولكن المراد بالمحاكمة هو امتحان (trial) النظام البابوي، في ضوء الأسفار الإلهية أولاً، ثم في ضوء التاريخ، لبيان مدى صحته أو زيفه.. ذلك لتبصير الملايين الذين هم من داخل دائرة المسيحية.. الذين يُعميهم التعصب عن رؤية الحقيقة، وأيضًا الذين هم من خارج دائرة المسيحية، الذين يرون المسيحية مُمثلة في النظام البابوي.. الكهنوتي.. السلطوي، فكانت البابوية حائط صدّ لهم، وسدًا منيعًا يمنعهم من معرفة المسيحية الحقيقية.
إن هدف هذا البحث هو نزع النقاب عن النظام البابوي، والكشف عن وجهه الحقيقي، ثم مناقشة ما نادى به بعض البابوات من تعاليم أمست معتقدات راسخة عند الكثيرين، دون مناقشة دوافعهم، من حيث حُسن أو سوء نواياهم في إصدار مثل هذه التعاليم، لأن سرائر قلوبهم سوف تنكشف أمام الله الديان العادل الذي له وحده سلطان الدينونة، والحكم، في يوم الدينونة العظيم.. يوم لا ينفع فيه ندم، ولا تُقبل فيه توبة أو شفاعة.
ونظرًا لتفرّد موضوع هذا البحث، فإن المنهاج المتبع فيه، هو منهاج البحث العلمي حيث يسعى الباحث نحو الوصول إلى الحقيقة المجردة حتى لو كانت النتيجة عكس ما يعتقد أو يؤمن به، وهو بخلاف المناظرات التي فيها يحاول كل طرف أن يثبت صحة رأيه ومعتقده سواء كان على خطأ، أو على صواب.
فمهدت للبحث ببيان أهمية استخدام العقل الذي ميّز به الخالق العظيم الإنسان عن سائر المخلوقات التي تدب على الأرض، في فحص وامتحان صحة الموروثات الدينية من كتب تراثية، وتعاليم وعقائد، وطقوس، وتقاليد.. إلخ. التي يرى البعض أنه يجب عدم الاقتراب منها بالنقد والتجريح، بل يجب التسليم بها دون مناقشتها بالعقل، إذ رفعوا من قدرها وساووها بالأسفار (الكتب) المقدسة الموحى بها من الله.
ثم طرحت بعض التساؤلات المنطقية، حيث أن التساؤلات هي الخطوة الأولى في طريق الفهم والمعرفة، ثم الإجابة عنها.
إن المُطّلع على هذا البحث سيجد أن كل تعاليم وردت فيه هي مُثْبتة بالدليل والبرهان من الكتاب المقدس في أصوله العبرية واليونانية أولاً، ثم في ترجماته المتعددة متى كان ذلك ضروريًا، ثم بالرجوع إلى مجموعة كتابات الآباء المعروفة باسم:
Ante-Nicene Fathers, Nicene and Post-Nicene Fathers
وكذلك الرجوع إلى دوائر المعارف المعروفة عالميًا كمراجع أساسية، مثل:
Encyclopedia Britannica & Encyclopedia of Religion.
وأيضًا الرجوع إلى كتب التاريخ المعتبرة عند الأقباط التقليديين، مثل كتاب تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونيين (عاش في القرن العاشر للميلاد 915-987م)، وكتاب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس أسقف قيصرية (263 - 339؟م)، والمعروف بـ (أبو التاريخ الكنسي) ترجمة القمص مرقس داود، وغيرها من المراجع التي سيتم الإشارة إليها في هوامش البحث، وكذلك سيرد ذكرها في ثبت المراجع.
وإذ أضع هذا الجهد المتواضع بين يدي سيدي الوحيد، ومخلصي يسوع المسيح، كشهادة أمام الله والتاريخ، أُصلي أن يكون هذا البحث بمثابة شمعة صغيرة، تضيء الطريق أمام الكثيرين من محبي الحق والمعرفة التي بحسب كلمة الله، وصرخة مدوية في ليل المسيحية حالك الظلمة، حتى تستيقظ من سباتها.
س. هـ.
بسم الإله الواحد في الجوهر.. الجامع في ذاته لكل ما يلزم لممارسة صفاته أزلاً، دون الحاجة إلى خلائقه، أقدم هذا البحث شهادة أمام الله والتاريخ، والذي يتناول نظامًا ضرب بجذوره في أعماق التاريخ، حتى ظن البعض أنه نظام إلهي، فنسجوا من حوله هالة من القداسة، وأضفوا عليه من الرهبة ما جعل الاقتراب منه كمن يقترب من المُحرّمات التي نهى الله عن الاقتراب منها.
وقد تأجل إصدار هذا البحث أكثر من مرّة، ذلك لإيماني بأن «لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ»، والآن، وإيذانًا بعصر تنوير يعُم ليس فقط مصرنا المحروسة، ولكن شرقنا العربي، أقدمه للباحثين عن الحقيقة..المتحدثين بلغة الضاد ليكون وثيقة بين أياديهم، وشهادة تتوارثها الأجيال المُحبّة لمعرفة الحق.
ولا يُفهم من عنوان البحث بأن المحاكمة تعني الإدانة (judgment)، ولكن المراد بالمحاكمة هو امتحان (trial) النظام البابوي، في ضوء الأسفار الإلهية أولاً، ثم في ضوء التاريخ، لبيان مدى صحته أو زيفه.. ذلك لتبصير الملايين الذين هم من داخل دائرة المسيحية.. الذين يُعميهم التعصب عن رؤية الحقيقة، وأيضًا الذين هم من خارج دائرة المسيحية، الذين يرون المسيحية مُمثلة في النظام البابوي.. الكهنوتي.. السلطوي، فكانت البابوية حائط صدّ لهم، وسدًا منيعًا يمنعهم من معرفة المسيحية الحقيقية.
إن هدف هذا البحث هو نزع النقاب عن النظام البابوي، والكشف عن وجهه الحقيقي، ثم مناقشة ما نادى به بعض البابوات من تعاليم أمست معتقدات راسخة عند الكثيرين، دون مناقشة دوافعهم، من حيث حُسن أو سوء نواياهم في إصدار مثل هذه التعاليم، لأن سرائر قلوبهم سوف تنكشف أمام الله الديان العادل الذي له وحده سلطان الدينونة، والحكم، في يوم الدينونة العظيم.. يوم لا ينفع فيه ندم، ولا تُقبل فيه توبة أو شفاعة.
ونظرًا لتفرّد موضوع هذا البحث، فإن المنهاج المتبع فيه، هو منهاج البحث العلمي حيث يسعى الباحث نحو الوصول إلى الحقيقة المجردة حتى لو كانت النتيجة عكس ما يعتقد أو يؤمن به، وهو بخلاف المناظرات التي فيها يحاول كل طرف أن يثبت صحة رأيه ومعتقده سواء كان على خطأ، أو على صواب.
فمهدت للبحث ببيان أهمية استخدام العقل الذي ميّز به الخالق العظيم الإنسان عن سائر المخلوقات التي تدب على الأرض، في فحص وامتحان صحة الموروثات الدينية من كتب تراثية، وتعاليم وعقائد، وطقوس، وتقاليد.. إلخ. التي يرى البعض أنه يجب عدم الاقتراب منها بالنقد والتجريح، بل يجب التسليم بها دون مناقشتها بالعقل، إذ رفعوا من قدرها وساووها بالأسفار (الكتب) المقدسة الموحى بها من الله.
ثم طرحت بعض التساؤلات المنطقية، حيث أن التساؤلات هي الخطوة الأولى في طريق الفهم والمعرفة، ثم الإجابة عنها.
إن المُطّلع على هذا البحث سيجد أن كل تعاليم وردت فيه هي مُثْبتة بالدليل والبرهان من الكتاب المقدس في أصوله العبرية واليونانية أولاً، ثم في ترجماته المتعددة متى كان ذلك ضروريًا، ثم بالرجوع إلى مجموعة كتابات الآباء المعروفة باسم:
Ante-Nicene Fathers, Nicene and Post-Nicene Fathers
وكذلك الرجوع إلى دوائر المعارف المعروفة عالميًا كمراجع أساسية، مثل:
Encyclopedia Britannica & Encyclopedia of Religion.
وأيضًا الرجوع إلى كتب التاريخ المعتبرة عند الأقباط التقليديين، مثل كتاب تاريخ البطاركة للأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الأشمونيين (عاش في القرن العاشر للميلاد 915-987م)، وكتاب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس أسقف قيصرية (263 - 339؟م)، والمعروف بـ (أبو التاريخ الكنسي) ترجمة القمص مرقس داود، وغيرها من المراجع التي سيتم الإشارة إليها في هوامش البحث، وكذلك سيرد ذكرها في ثبت المراجع.
وإذ أضع هذا الجهد المتواضع بين يدي سيدي الوحيد، ومخلصي يسوع المسيح، كشهادة أمام الله والتاريخ، أُصلي أن يكون هذا البحث بمثابة شمعة صغيرة، تضيء الطريق أمام الكثيرين من محبي الحق والمعرفة التي بحسب كلمة الله، وصرخة مدوية في ليل المسيحية حالك الظلمة، حتى تستيقظ من سباتها.
س. هـ.