الفصل السادس
دِيُوتْرِيفِس وبذار الرئاسة الكنسية
بعد الاستعراض التاريخي الذي كشف القناع عن حقيقة النظام البابوي أن الرب لم يأمر به، ولا رسله الكرام، ولم يرد ذكره في كتابات الآباء الرسوليين، بل هو نتاج عقل الإنسان الفاسد، نرجع مرة أخرى إلى كلمة الله، التي هي النبراس الذي ينير أذهاننا بمقاصد الله الأزلية من نحونا، ويكشف لنا الأضاليل والهرطقات التي ظهرت في بداية المسيحية، منذ عصر الرسل ومستمرة حتى الآن، ومنها محبة الرئاسة الكنسية وكيف أنها أمر بغيض، حذّرالرب تلاميذه منها، وكذلك رفضها تلاميذه وقاوموها.
في رسالته الثالثة نجد الرسول يوحنا يتحدث عن شخص يُدعى «دِيُوتْرِيفِس» ملأ الشيطان قلبه بمحبة الرئاسة والتسلط والسيادة على جماعة المؤمين، يقول عنه:
«وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ - الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ - لاَ يَقْبَلُنَا. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بِأَعْمَالِهِ الَّتِي يَعْمَلُهَا، هَاذِراً عَلَيْنَا بِأَقْوَالٍ خَبِيثَةٍ. وَإِذْ هُوَ غَيْرُ مُكْتَفٍ بِهَذِهِ، لاَ يَقْبَلُ الإِخْوَةَ، وَيَمْنَعُ أَيْضاً الَّذِينَ يُرِيدُونَ، وَيَطْرُدُهُمْ مِنَ الْكَنِيسَةِ»
(رسالة يوحنا الثالثة 9، 10).
ديوتريفوس يحب أن يكون الأول بين الجماعة المسيحية، ومن شدة تعطشه للرئاسة فإنه لا يقبل، ليس فقط الإخوة الخدام الذين يزورون الاجتماعات ويكرزون بالكلمة، بل أيضًا لا يقبل الرسول يوحنا نفسه.
انظر النص السابق وما فعله دِيُوتْرِيفِس بالرسول يوحنا وبالمؤمنين وبالخدام.
ماذا فعل ديوتريفس بالرسول يوحنا؟
«وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ - الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ - لاَ يَقْبَلُنَا».
لاحظ عبارة «يحب أن يكون الأول بينهم، (ومن ثمّ) - لاَ يَقْبَلُنَا»
لقد ظن دِيُوتْرِيفِس أن الخدمة هي رئاسة وسيادة وتسلط، وإلا ما معنى أن يكون الأول؟
وحقيقة الأمر أن دِيُوتْرِيفِس بمحبته أن يكون الأول يكون قد خالف الدستور الذي وضعه الرب لتلاميذه عندما قال لهم:
«أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.
فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،
وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا،
كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»
(متى 20: 25-28).
لقد نفى الرب مبدأ السيادة والتسلط، ممن يعملون في كرمه، وفي خدمة قطيعه، لأنه هو السيد الوحيد (يهوذا 4). ولكن بكل أسف نرى دِيُوتْرِيفِس قد داس على هذا المبدأ، وليس دِيُوتْرِيفِس فقط، بل وكل من اتبعوا أسلوب دِيُوتْرِيفِس عبر التاريخ ممن أقاموا أنفسهم سادة على قطيع المسيح، وتسلطوا على الرعية.
بل وصل فجور دِيُوتْرِيفِس أنه لا يقبل الرسول يوحنا «وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ - الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ - لاَ يَقْبَلُنَا».
أيضًا وصل فجور المسيحية الإسمية التي طغت فيها الرئاسات الكنسية، والتسلط، والسيادة، والاستبداد بالرعية، إلى طرد المسيح نفسه خارجًا إذ لم يعد له مكانًا وسطها، انظر ماذا يقول الرب لملاك كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ» (رؤيا 3: 20).
الرب يقف على الباب خارج المسيحية الإسمية.
لقد سلب رؤساء الدين مكان الرب وسط شعبه ومكانته ووظائفه من رئاسة الكنيسة، ورئاسة الكهنوت...إلخ. ولم يبقوا للرب شيئًا، لا مكانًا وسط شعبه، ولا مكانة أيضًا.
انظر ماذا يقول الرسول يوحنا عن دِيُوتْرِيفِس: «هَاذِراً عَلَيْنَا بِأَقْوَالٍ خَبِيثَةٍ».
هَاذِراً: إنه رجل مهذار، يمكنك أن تسمع منه آخر نكته، كما يدهشك بقفشاته المضحكة. فهو من عاداته الضحك، والهذار. هذا دِيُوتْرِيفِس ومن هم على أمثاله.
أما الأقوال الخبيثة، فهي لا تفرق شيئًا عن الأقوال الملتوية التي تحدث عنها الرسول بولس في أعمال 20: 30 « وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ (أساقفة كنيسة أفسس) سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ».
لقد نهى الرب تلاميذه عن مبدأ الرياسة، والتسلط والسيادة وسط جماعات المؤمنين، ومن هذه الرسالة نجد أن بذار التسلط كانت موجودة أيام الرسل أنفسهم، لكنها نمت وترعرت من بعدهم.
ومع أن يوحنا رسول إلا أنه في آية 8 من هذه الرسالة يضع نفسه مع المؤمنين دون تعال فيقول: «فنحن ينبغي لنا أن نقبل أمثال هؤلاء» واضعًا نفسه بين المؤمنين. وكذلك الرسول بطرس يقول في 1بطرس 5: 2 «ارعوا رعية الله التي بينكم» (الرعية بين الرعاة والرعاة بين الرعية)، والرسول بولس يقول في أعمال 20: 28 «احترزوا إذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها (وليس عليها) أساقفة لترعوا كنيسة الله». والرب له المجد يقول لتلاميذه:
«ملوك الأمم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين وأما أنتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم»
(لوقا 22: 24-26).
فبعد الصورة الجميلة لتلاميذ الرب الأمناء، الذين يخدمون بالحق، رافضين مبدأ الرياسة والتسلط على قطيع المسيح، تأتي الصورة البشعة صورة التسلط والسيادة ممثلة في ديوتريفس الذي يحب أن يكون الأول.
لقد نسى دِيُوتْرِيفِس، من هو الشخص الذي يجب أن يكون الأول؟
إن ولهه وولعه وتعطشه ليكون الأول أنساه الرب يسوع الذي قال: «أنا هو الأول والآخر» (رؤ 1: 17).
لقد أراد دِيُوتْرِيفِس أن يكون في المقدمة، ونسي من هو الشخص الذي يجب أن يكون متقدمًا؟ إنه الرب يسوع، الذي يقول عنه الرسول بولس: «لكي يكون هو متقدماً في كل شيء» (كولوسي 1: 18).
إن كل شخص يضع نفسه في مكان الرئاسة على قطيع المسيح، أو يقبل ذلك، يكون مغتصبًا لمكان ومكانة الرب الذي قال:
«لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم»
(متى 18: 20).
إن المتعطشين لحب الرئاسة، نسوا أو تناسوا أن الرب هو الرئيس وسط شعبه. يقول الوحي:
«وتكون الرياسة على كتفه»
(إشعياء 9: 6).
هل يكون الرب موجودًا في الوسط والرياسة على كتف شخص آخر؟ حاشا. فهذا الآخر هو مغتصب مكان الرب، ومكانته.
ماذا يعمل هذا المغتصب المتسلط – دِيُوتْرِيفِس؟
يقول الرسول يوحنا: «لا يقبلنا».
وهذا سلوك كل الذين اتّبعوا منهاج ديوتريفوس وساروا على دربه، أنهم لا يقبلون أولاد الله، ولكنهم يقبلون الخانعين.. المرآئين.. المنافقين.. إلخ.
دوّن يا تاريخ في صفحة سوداء أنه يوجد دِيُوتْرِيفِس في كل زمان، وإلى نهاية الزمان.
أسئلة عن الفصل السادس
1- تحدث الرسول يوحنا في رسالته الثالثة عن ثلاثة أشخاص، غَايُس ودِيُوتْرِيفِس ودِيمِتْرِيُوس، اذكر ثلاث صفات لكل شخصية؟
2- لماذا كان دِيُوتْرِيفِسَ يمثل البذرة الأولى للنظام البابوي؟
3- ما هو موقف دِيُوتْرِيفِس من الرسول يوحنا ومن الخدام المتجولين؟
4- ما هو موقف الرسول يوحنا من دِيُوتْرِيفِس؟
دِيُوتْرِيفِس وبذار الرئاسة الكنسية
بعد الاستعراض التاريخي الذي كشف القناع عن حقيقة النظام البابوي أن الرب لم يأمر به، ولا رسله الكرام، ولم يرد ذكره في كتابات الآباء الرسوليين، بل هو نتاج عقل الإنسان الفاسد، نرجع مرة أخرى إلى كلمة الله، التي هي النبراس الذي ينير أذهاننا بمقاصد الله الأزلية من نحونا، ويكشف لنا الأضاليل والهرطقات التي ظهرت في بداية المسيحية، منذ عصر الرسل ومستمرة حتى الآن، ومنها محبة الرئاسة الكنسية وكيف أنها أمر بغيض، حذّرالرب تلاميذه منها، وكذلك رفضها تلاميذه وقاوموها.
في رسالته الثالثة نجد الرسول يوحنا يتحدث عن شخص يُدعى «دِيُوتْرِيفِس» ملأ الشيطان قلبه بمحبة الرئاسة والتسلط والسيادة على جماعة المؤمين، يقول عنه:
«وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ - الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ - لاَ يَقْبَلُنَا. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بِأَعْمَالِهِ الَّتِي يَعْمَلُهَا، هَاذِراً عَلَيْنَا بِأَقْوَالٍ خَبِيثَةٍ. وَإِذْ هُوَ غَيْرُ مُكْتَفٍ بِهَذِهِ، لاَ يَقْبَلُ الإِخْوَةَ، وَيَمْنَعُ أَيْضاً الَّذِينَ يُرِيدُونَ، وَيَطْرُدُهُمْ مِنَ الْكَنِيسَةِ»
(رسالة يوحنا الثالثة 9، 10).
ديوتريفوس يحب أن يكون الأول بين الجماعة المسيحية، ومن شدة تعطشه للرئاسة فإنه لا يقبل، ليس فقط الإخوة الخدام الذين يزورون الاجتماعات ويكرزون بالكلمة، بل أيضًا لا يقبل الرسول يوحنا نفسه.
انظر النص السابق وما فعله دِيُوتْرِيفِس بالرسول يوحنا وبالمؤمنين وبالخدام.
ماذا فعل ديوتريفس بالرسول يوحنا؟
«وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ - الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ - لاَ يَقْبَلُنَا».
لاحظ عبارة «يحب أن يكون الأول بينهم، (ومن ثمّ) - لاَ يَقْبَلُنَا»
لقد ظن دِيُوتْرِيفِس أن الخدمة هي رئاسة وسيادة وتسلط، وإلا ما معنى أن يكون الأول؟
وحقيقة الأمر أن دِيُوتْرِيفِس بمحبته أن يكون الأول يكون قد خالف الدستور الذي وضعه الرب لتلاميذه عندما قال لهم:
«أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.
فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،
وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا،
كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»
(متى 20: 25-28).
لقد نفى الرب مبدأ السيادة والتسلط، ممن يعملون في كرمه، وفي خدمة قطيعه، لأنه هو السيد الوحيد (يهوذا 4). ولكن بكل أسف نرى دِيُوتْرِيفِس قد داس على هذا المبدأ، وليس دِيُوتْرِيفِس فقط، بل وكل من اتبعوا أسلوب دِيُوتْرِيفِس عبر التاريخ ممن أقاموا أنفسهم سادة على قطيع المسيح، وتسلطوا على الرعية.
بل وصل فجور دِيُوتْرِيفِس أنه لا يقبل الرسول يوحنا «وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ - الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ - لاَ يَقْبَلُنَا».
أيضًا وصل فجور المسيحية الإسمية التي طغت فيها الرئاسات الكنسية، والتسلط، والسيادة، والاستبداد بالرعية، إلى طرد المسيح نفسه خارجًا إذ لم يعد له مكانًا وسطها، انظر ماذا يقول الرب لملاك كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ: «هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ» (رؤيا 3: 20).
الرب يقف على الباب خارج المسيحية الإسمية.
لقد سلب رؤساء الدين مكان الرب وسط شعبه ومكانته ووظائفه من رئاسة الكنيسة، ورئاسة الكهنوت...إلخ. ولم يبقوا للرب شيئًا، لا مكانًا وسط شعبه، ولا مكانة أيضًا.
انظر ماذا يقول الرسول يوحنا عن دِيُوتْرِيفِس: «هَاذِراً عَلَيْنَا بِأَقْوَالٍ خَبِيثَةٍ».
هَاذِراً: إنه رجل مهذار، يمكنك أن تسمع منه آخر نكته، كما يدهشك بقفشاته المضحكة. فهو من عاداته الضحك، والهذار. هذا دِيُوتْرِيفِس ومن هم على أمثاله.
أما الأقوال الخبيثة، فهي لا تفرق شيئًا عن الأقوال الملتوية التي تحدث عنها الرسول بولس في أعمال 20: 30 « وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ (أساقفة كنيسة أفسس) سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ».
لقد نهى الرب تلاميذه عن مبدأ الرياسة، والتسلط والسيادة وسط جماعات المؤمنين، ومن هذه الرسالة نجد أن بذار التسلط كانت موجودة أيام الرسل أنفسهم، لكنها نمت وترعرت من بعدهم.
ومع أن يوحنا رسول إلا أنه في آية 8 من هذه الرسالة يضع نفسه مع المؤمنين دون تعال فيقول: «فنحن ينبغي لنا أن نقبل أمثال هؤلاء» واضعًا نفسه بين المؤمنين. وكذلك الرسول بطرس يقول في 1بطرس 5: 2 «ارعوا رعية الله التي بينكم» (الرعية بين الرعاة والرعاة بين الرعية)، والرسول بولس يقول في أعمال 20: 28 «احترزوا إذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها (وليس عليها) أساقفة لترعوا كنيسة الله». والرب له المجد يقول لتلاميذه:
«ملوك الأمم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين وأما أنتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم»
(لوقا 22: 24-26).
فبعد الصورة الجميلة لتلاميذ الرب الأمناء، الذين يخدمون بالحق، رافضين مبدأ الرياسة والتسلط على قطيع المسيح، تأتي الصورة البشعة صورة التسلط والسيادة ممثلة في ديوتريفس الذي يحب أن يكون الأول.
لقد نسى دِيُوتْرِيفِس، من هو الشخص الذي يجب أن يكون الأول؟
إن ولهه وولعه وتعطشه ليكون الأول أنساه الرب يسوع الذي قال: «أنا هو الأول والآخر» (رؤ 1: 17).
لقد أراد دِيُوتْرِيفِس أن يكون في المقدمة، ونسي من هو الشخص الذي يجب أن يكون متقدمًا؟ إنه الرب يسوع، الذي يقول عنه الرسول بولس: «لكي يكون هو متقدماً في كل شيء» (كولوسي 1: 18).
إن كل شخص يضع نفسه في مكان الرئاسة على قطيع المسيح، أو يقبل ذلك، يكون مغتصبًا لمكان ومكانة الرب الذي قال:
«لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم»
(متى 18: 20).
إن المتعطشين لحب الرئاسة، نسوا أو تناسوا أن الرب هو الرئيس وسط شعبه. يقول الوحي:
«وتكون الرياسة على كتفه»
(إشعياء 9: 6).
هل يكون الرب موجودًا في الوسط والرياسة على كتف شخص آخر؟ حاشا. فهذا الآخر هو مغتصب مكان الرب، ومكانته.
ماذا يعمل هذا المغتصب المتسلط – دِيُوتْرِيفِس؟
يقول الرسول يوحنا: «لا يقبلنا».
وهذا سلوك كل الذين اتّبعوا منهاج ديوتريفوس وساروا على دربه، أنهم لا يقبلون أولاد الله، ولكنهم يقبلون الخانعين.. المرآئين.. المنافقين.. إلخ.
دوّن يا تاريخ في صفحة سوداء أنه يوجد دِيُوتْرِيفِس في كل زمان، وإلى نهاية الزمان.
أسئلة عن الفصل السادس
1- تحدث الرسول يوحنا في رسالته الثالثة عن ثلاثة أشخاص، غَايُس ودِيُوتْرِيفِس ودِيمِتْرِيُوس، اذكر ثلاث صفات لكل شخصية؟
2- لماذا كان دِيُوتْرِيفِسَ يمثل البذرة الأولى للنظام البابوي؟
3- ما هو موقف دِيُوتْرِيفِس من الرسول يوحنا ومن الخدام المتجولين؟
4- ما هو موقف الرسول يوحنا من دِيُوتْرِيفِس؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق