السبت، 13 أغسطس 2016

الفصل الثاني عشر


الشماس، مَنْ هو؟

هذه هي الكلمة الثالثة - بعد كلمة أسأقفة وقسوس - التي أصرّ مترجمو الترجمة البيروتية والمعروفة بترجمة الـ (ڤاندايك) على عدم ترجمتها إلى العربية في فيلبي 1: 1 و 1تيموثاوس 3: 8، 12 واشتقاقها «شماس» من الترجمة السريانية (البشيطا)، وكذلك كلمتي «يتشمس، تشمسوا» الواردتين في 1تيموثاوس3: 10، 13؟
مرة أخرى نضع علامة استفهام كبيرة لماذا هذا الإصرار على عدم ترجمة هذه الكلمات إلى العربية؟
إن كلمة شماس في اليونانية هي διακόνος (دياكونوس) وقد وردت 96مرة في العهد الجديد مع تصريفاتها الأخرى، وجاءت بمعنى يخدم، خادم، خدمة وهذا ما أوردته الترجمة البيروتية (ماعدا الشواهد المذكورة سابقًا) في متى 4: 11؛ 8: 15؛ 20: 26، 28؛ 22: 13؛ 23: 11؛ 25: 44؛ 27: 55؛ مرقس 1: 13، 31؛ 9: 35؛ 10: 43، 45؛ 15: 41؛ لوقا 4: 39؛ 8: 3؛ 10: 40 (مرتين)؛ 12: 37؛ 17: 8؛ 22: 26، 27 (مرتين)؛ يوحنا 2: 5، 9؛ 12: 2، 26 (3 مرات)؛ أعمال 1: 17، 25؛ 6: 1، 2، 4؛ 11: 29؛ 12: 25؛ 19: 22 ؛ 20: 24؛ 21: 19؛ رومية 11: 13؛ 12: 7؛ 13: 4 (مرتين)؛ 15: 8، 25، 31؛ 16: 1؛ 1كورنثوس 3: 5؛ 12: 5؛ 16: 15؛ 2كورنثوس 3: 3، 6، 7، 8، 9 (مرتين)؛ 4: 1؛ 5: 18؛ 6: 3، 4؛ 8: 4، 19، 20؛ 9: 1، 12، 13؛ 11: 8، 15، 23؛ غلاطية 2: 17؛ أفسس 3: 7؛ 4: 12؛ 6: 21؛ فيلبي 1: 1؛ كولوسي 1: 7، 23، 25؛ 4: 7، 17؛ 1تسالونيكي 3: 2؛ 1تيموثاوس 1: 12؛ 3: 8، 10، 12، 13؛ 4: 6؛ 2تيموثاوس 1: 18؛ 4: 5، 11؛ فليمون 13؛ عبرانيين 1: 14؛ 6: 10؛ 1بطرس 1: 12؛ 4: 10، 11؛ رؤيا 2: 19.
نقرأ في متى 4: 11 «ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ).
فهل كانت الملائكة تقوم بخدمة الشموسية بمفهوم الكنائس التقليدية أي تقوم بمردات القداس؟
وقد يُصدَم التقليديون عندما يكتشفون أن كلمة διακόνος وردت في الترجمة السبعينية 3 مرات في أستير 2: 2؛ 6: 3، 5. 
فمثلاً، في أستير 2: 2 مكتوب: «فَقَالَ غِلْمَانُ الْمَلِكِ الَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ διάκονοι..»، وكلمة «يخدمونه» تكررت في إصحاح 6: 3، 5.
والسؤال هنا: هل كان الْمَلِك أَحْشَوِيرُوشَ قسيسًا (كاهنًا) يتلو القداس، وهؤلاء الغِلْمَان شمامسة يقومون بالمردات؟
وقد يحتج البعض بأن العهد القديم كُتب بالعبرية، فلماذا الاقتباس من الترجمة السبعينية اليونانية، ونقول لهؤلاء أن الكلمة المرادفة لـ  διακόνος هي שׁרת (شاراث) في العبرية، وقد وردت 8 مرات في 1ملوك 10: 5؛ 2أخبار 9: 4؛ 24: 14؛ أستير 2: 2؛ 6: 3؛ مزمور 103: 21؛ 104: 4؛ أمثال 29: 12.
نقرأ في مزمور 104: 4 «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ نَاراً مُلْتَهِبَةً».
والسؤال المطروح هو: هل ملائكة الرب شمامسة يتلون مردات القداس؟
هذه الأسئلة هي لإثارة العقل الراكد .. المتيبس، وتحفيزه على التفكير، ليتحرر من تلك الموروثات التي أبطلت كلمة الله وانحرفت بعيدًا عن الإعلان الإلهي.
في كل الشواهد السابقة لا نجد ما يشير إلى كاهن يتلو القداس ولا إلى شمامسة يتلون المردات.
ومن ثمّ فإن تعريف الكنيسة التقليدية للشماس بأنه «هو خادم الكنيسة وهو مَنْ يقوم بمعاونة الكاهن في أداء الخدمات الدينية والصلوات الكنسية» هو تعريف باطل لا أساس له في كلمة الله.
وفي أعمال 6: 1- 4 نستطيع أن نفهم جانبًا من عمل الخدام (الشمامسة حسب الترجمة البيروتية) διακόνος، مكتوب: «وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ. فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ».
من النص السابق نجد نوعين من الخدام، خدام يقومون بأعمال تدبيرية وسط الجماعة المسيحية، مشار إليها بـ «خدمة موائد»، وهناك خدام يقومون بخدمة الوعظ والتعليم والتبشير مشار إليها بـ «خدمة الكلمة».

ومن الشواهد السابقة في العهد القديم والعهد الجديد نجد أن كلمة خادم διακόνος وفي العبرية שׁרת هي كلمة عامة تنطبق على أي شخص يقوم بعمل الخدمة أيًا كان نوع هذه الخدمة.
وفي دائرة المسيحية تنطبق على مَنْ يقومون بالخدمات التدبيرية، وأيضًا على مَنْ يقومون بخدمة الكلمة، ولا تنطبق من قريب أو بعيد على عمل الشماس في الكنائس التقليدية وذلك من خلال الشواهد السابقة كافة.

 وحسنًا ما فعلته ترجمة «كتاب الحياة» في ترجمة النصوص التي جاءت فيها الكلمات «شمامسة، يتشمسوا، تشمسوا»:
صفات الذين يقومون بخدمة التدبير (الشمامسة) بحسب كلمة  الله:
في 1تيموثاوس 3 تأتي صفات الشمامسة بعد صفات الأساقفة مباشرة، ولا ذكر للقسوس، حيث سبق التوضيح بأن القسوس (الشيوخ) هم ذاتهم الأساقفة (النُظّار).
يقول الكتاب: «يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ ذَوِي وَقَارٍ، لاَ ذَوِي لِسَانَيْنِ، غَيْرَ مُولَعِينَ بِالْخَمْرِ الْكَثِيرِ، وَلاَ طَامِعِينَ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، وَلَهُمْ سِرُّ الإِيمَانِ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ وَإِنَّمَا هؤُلاَءِ أَيْضًا لِيُخْتَبَرُوا أَوَّلاً، ثُمَّ يَتَشَمَّسُوا إِنْ كَانُوا بِلاَ لَوْمٍ» (1تيموثاوس 3: 8 - 10).
يبدو أن هناك صفات مشتركة تجمع بين النُّظّار (الأساقفة) والخدام (الشمامسة) «غَيْرَ مُولَعِينَ بِالْخَمْرِ الْكَثِيرِ، وَلاَ طَامِعِينَ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ»، ولكن الفرق بينهما هو أن النُّظّار (الأساقفة) يُقيمهم الروح القدس لرعاية المؤمنين، كما سبق توضيح ذلك، أما الخدام (الشمامسة) فينتخبهم الشعب، مكتوب: «فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ..» (أعمال 6: 3).

أسئلة عن الفصل الثاني عشر

1- ما معنى كلمة شماس؟
2- ما هي الترجمة العربية لكلمة شماس؟
3- هل كان هناك شمامسة في العهد القديم؟
4- كم مرة أُطلقت كلمة شماس في العهد القديم، وفي أي سفر؟
5- بأي مفهوم اعتبار الملائكة شمامسة؟
6- ما مدى انحراف الكنائس التقليدية بعيدًا عن كلمة الله في توصيف عمل الشماس؟
7- في أي مناسبة أقام الرسل شمامسة؟ وفي أي سفر ذُكر ذلك؟
8- اذكر اثنين من الشمامسة كانت لهم خدمة الوعظ والتبشير؟
9- مَنْ هو الشماس الذي عمّد الخصي  الحبشي؟ وهل يحق للشماس أن يُعمّد أحدًا؟
10- ما هي الشروط  الكتابية الواجب توافرها في الشماس؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق