الفصل الثالث عشر
البطريرك، مَنْ هو؟
إطلاق الألقاب على رؤساء الكنائس التقليدية وغيرها من الطوائف التي تنتسب إلى المسيحية، لا حد له، من المنافقين الكذّابين، ولا عجب في ذلك فإذا كان النظام من وحي الشيطان، فلابد أن يكثر به الكذب والخداع، فالرب قال عن إبليس: «.. لَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا 8: 44).
فالتقليديون اعتادوا أن يُطلقوا لقب «بطريرك» على رؤساء كنائسهم في مختلف أقطار العالم، فهل ورد ذِكر البطريرك في الكتاب المقدس، ومَنْ هو البطريرك بحسب كلمة الله؟
أولاً، كلمة بطريرك πατριαρχης (بطريرشيس)، هي كلمة يونانية تتألف من مقطعين πατήρ (باتير) وتعني «أب» و ἄρχων (أرخُن) وتعني: رئيس، قائد، حاكم، ملك، ... إلخ. أي تعني رئيس آباء ...إلخ.
ثانيًا، وردت كلمة بطريرك 4 مرات في النص اليوناني للعهد الجديد في أعمال 2: 29؛ 7: 8، 9؛ عبرانيين 7: 4.
وإذا رجعنا إلى الشواهد السابقة نجد كلمة «بطريرك = رئيس الآباء» في أعمال 2: 29 قيلت عن داود، مكتوب: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ (البطريرك) دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ».
والسؤال المنطقي هل كان داود بطريركًا بمفهوم الكنائس التقليدية؟ وهل كان يرأس عددًا من الأساقفة والقسوس والشمامسة؟ وهل كانت له كاتدرائيات وله كرسي في كل كاتدرائية يليق بمقامه الرفيع؟ وهل كان يستقبله الشمامسة بلحن Pouro (أبؤورو) الذي كلماته تقول: «ياملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا»، أو ولحن K`cmarwut (إكإزمارؤت) الذي كلماته تقول: «مبارك أنت بالحقيقة، مع أبيك الصالح، والروح القدس، لأنك أتيت وخلصتنا».
كلمات هذه الألحان لا تليق إلا بالرب وحده، ملك السلام الذين منحنا السلام بتقديم ذاته ذبيحة لأجلنا على الصليب، وهو المُبارك الذين أتى وخلصنا.
من التجديف أن تطلق كلمات مثل هذه الألحان على شخص من البشر أيً مَنْ كان.
وكلمة بطريرك قيلت أيضًا عن أبينا إبراهيم في عبرانيين 7: 4 مكتوب: «ثُمَّ انْظُرُوا مَا أَعْظَمَ هذَا الَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ رَئِيسُ الآبَاءِ (البطريرك)، عُشْرًا أَيْضًا مِنْ رَأْسِ الْغَنَائِمِ».
فهل كان أبونا إبراهيم بطريركًا بمفهوم الكنائس التقليدية؟
ثم في أعمال 7: 8 مكتوب: «.. وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ وَلَدَ رُؤَسَاءَ الآبَاءِ (البطاركة) الاِثْنَيْ عَشَرَ».
والسؤال للتقليديين، هل يعقوب أنجب اثنى عشر بطريركًا بحسب مفهومكم التقليدي؟
هل كان «رَأُوبَيْنَ» بطريركًا؟ وعلى أي كنيسة أو طائفة أو مذهب كان بطريركًا؟
وأين كرسي «رَأُوبَيْنَ» هل في روما أم في الإسكندرية، أم في القسطنطينية، أم في أروشليم، أم في أنطاكية؟
وهل كان «شِمْعُونَ»، و«لاَوِيَ»، و«يَهُوذَا»، و«دَان»، و«نَفْتَالِي»، و«جَاد»، و«أَشِيرَ»، و«يَسَّاكَرَ»، و«زَبُولُونَ»، و«يُوسُفَ»، و«بِنْيَامِينَ» بطاركة بمفهموكم التقليدي؟ أين كاتدرائياتهم وكراسيهم؟ وهل قال الكتاب عنهم أنهم أصحاب القداسة والغبطة؟
ماذا فعل شِمْعُونَ وَلاَوِيَ البطاركة انتقامًا لأختهم دِينَةَ؟ (ارجع إلى تكوين 34).
ماذا فعل البطريرك يهوذا بامرأة لا يعلم أنها كنته (تكوين 38: 15 - 18).
وماذا فعل رَئِيسِ الآبَاءِ (البطريرك) دَاوُدَ بامرأة أوريا الحثي (2صموئيل 11)؟ وماذا فعل بزوجها؟
حقيقة إننا نسعى إلى حياة القداسة، ولكن ليس من البشر من هو صاحب القداسة غير الرب وحده، فهو القدوس وهو مصدر ونبع كل قداسة.
وفي أعمال 7: 9 مكتوب: «وَرُؤَسَاءُ الآبَاءِ (البطاركة) حَسَدُوا يُوسُفَ وَبَاعُوهُ إِلَى مِصْرَ وَكَانَ اللهُ مَعَهُ».
والسؤال: هل يليق بالآباء البطاركة أن يحسدوا أخاهم ويبيعوه؟
ليس بمستغرب أن يحسد الآباء البطاركة أخاهم ويبيعوه، إذا كانت هناك اشتباكات بالأسلحة البيضاء و«الشوم» بين الرهبان، ويُكتب هذا الخبر تحت عنوان: [دماء بـ «أسلحة صديقة» على أسوار «دير وادى الريان»]. والسؤال، ماذا لو - بعد مرور مدة من الزمن - أُنتخب أحد هؤلاء الرهبان الذين استخدموا الأسلحة البيضاء والشوم في إسالة دماء زملائهم، بطريركًا؟
ليت الضمائر تستيقظ، والعقول المغيبة تنهض وتفكر، وترجع إلى الرب وكلمته.
من كلمة الله نرى أن من أُطلق عليهم بطاركة هم الآباء: إبراهيم وإسحق ويعقوب، وأبناء يعقوب (أسباط إسرائيل الاثنى عشر)، وداود.
قد يقول بعض التقليديين، أن البطريرك، هو أيضًا رئيس آباء. أليس هو رئيس الأساقفة، ورئيس كافة الرتب الكهنوتية الأخرى، ورئيس الشعب؟
ونقول للتقليديين، إذا كان البطريرك رئيس كل هؤلاء، فماذا بقيّ للمسيح؟
ألا يكون البطريرك قد حلّ محل المسيح في كل شيء يختص بالكنيسة؟
ليس ذلك بمستغرب أيضًا، فعند رسامة بطريرك (بابا) في الكنيسة التقليدية المصرية يقولون في الصلاة:
«عندما تيتمنا وترملت كنيسة الرب المقدسة التى يرعاها بتعاليمه ، تضرعنا إلى العلى أن يرشدنا إلى من هو جدير برياسة الكهنوت العظمى ليرعاها في طريق الرب ويهدينا ميناء الخلاص.. ولم يشأ أن يتركنا طويلاً يتامى ، بعد أنتقال أبينا الحبيب المثلث الطوبى والرحمات ، جزيل الوقار والكرامة البابا ..».
أليست هذه الصلاة تحوي تجاديف على شخص الرب باني الكنيسة ومقتنيها بدمه والحي إلى أبد الآبدين؟ ألم يعلن الرب له المجد عن نفسه أنه «.. حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا 1: 18؛ انظر أيضًا رؤيا 4: 9، 10؛ 5: 14؛ 10: 6).
هل شعب المسيح يتيتّم وكنيسته تترمل بوفاة شخص أيًّ من كان هذا الشخص، وأيّ كانت رتبته الدينية غير الكتابية، والألقاب التي منحها له المنافقون؟
إن شعب المسيح يتيتّم وكنيسته تترمل حقًا في حالة أن المسيح الذي صلب ومات لفداء كنيسته، لم يقم من بين الأموات؟
فهل أمسك الموت والقبر الرب يسوع المسيح؟ أم أنه صعد إلى العلاء (أفسس 4: 8، 9) منتصرًا على الموت؟
أليس مكتوب عنه:
«الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي»
(عبرانيين 1: 3).
أليست هذه الصلاة التجديفية تقرّ بأن المسيح غائب عن أبصار وأعين التقليديين، الذين لا يرون سوى شخص أقامه الناس رئيسًا بالمخالفة لكل تعاليم الرب ورسله الكرام، فإذا مات هذا الشخص يتيتم الشعب وتترمل الكنيسة، ويدهس الناس بعضهم بعضًا وتُزهق الأرواح في وداعه الأخير؟ يا للحسرة.
يقول التقليديون إن الأسقف أو البطريرك أو البابا هو مقترن بالكنيسة فإذا مات تترمل الكنيسة، فهل الكنيسة هي كنيسة المسيح الحي، أم كنيسة البابا أو الأسقف الميت؟
هل الكنيسة هي عروس المسيح أم عروس البابا؟
أليس مكتوب: «مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ» (يوحنا 3: 29).
هل يجرؤ إنسان أيّ مَنْ كان أن يغتصب مكان المسيح ومكانته بالنسبة لعلاقته بالكنيسة؟
وهل تجرؤ كنيسة ما أيّ كانت شهرتها وسطوتها، أن تدعي اقترانها بشخص غير الرب يسوع المسيح؟
إن كنيسة تقترن بشخص غير الرب يسوع المسيح، هي كنيسة زانية، وشخص يدّعي أنه مقترن بالكنيسة هو شخص مغتصب لعروس المسيح.
إن الكنيسة الحقيقية الآن مشبهة بعذراء مخطوبة لم يحن وقت زفافها إلى العريس الحقيقي الرب يسوع المسيح، مكتوب: «فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ» (2كورنثوس 11: 2).
وقريبًا جدًا سوف يحين وقت زفافها إلى عريسها الرب يسوع المسيح له المجد، مكتوب: «وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا» (رؤيا 21: 2).
كيف تتيتّم الكنيسة ورب الكنيسة وعدها: «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (متى 28: 20).
كيف تتيتّم الكنيسة والرب وعد بأن يكون حاضرًا وسط اثنين أو ثلاثة يجتمعون باسمه (إلى اسمه)؟ ألم يقل الرب: «لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ» (متى 18: 20).
مَنْ من البشر يجرؤ على أخذ مكان الرب وسط شعبه؟ أو أن يكون مع شعب الرب مدى الأيام إلى انقضاء الدهر؟
إن البطاركة الحقيقيين هم رؤساء الآباء الذين تحدث عنهم الكتاب والذين تمت الإشارة إليهم فيما سبق، أما مَنْ أُطلق عليهم بطاركة سواهم فهم بطاركة مزيفون.
أسئلة عن الفصل الثالث عشر
1- ما معنى كلمة بطريرك، وما هو أصل الكلمة ؟
2- مَنْ هو البطريرك بحسب كلمة الله؟
3- مَنْ هم البطاركة الذين تحدث عنهم الكتاب المقدس؟
4- هل البطاركة الذين ذكرهم الكتاب المقدس كانوا معصومين من الخطأ؟
5- ما الحكمة أن يذكر الكتاب أخطاء هؤلاء رغم مكانتهم الرفيعة؟
6- ما هو التجديف المنطوي على لقب «صاحب القداسة»؟
7- مَنْ هو صاحب القداسة الحقيقي؟
8- ما مدى انحراف الكنائس التقليدية بعيدًا عن كلمة الله في توصيف عمل البطاركة التقليديين؟
9- هل تتيتم الكنيسة بموت المدعو بطريرك أو بابا؟
10- وضّح مدى التجديف في قول التقليديين بأن الأسقف أو البطريرك أو البابا هو مُقترن بالكنيسة، فإذا مات تترمل الكنيسة؟
11- بأي معنى تعتبر الكنيسة التقليدية زانية؟
البطريرك، مَنْ هو؟
إطلاق الألقاب على رؤساء الكنائس التقليدية وغيرها من الطوائف التي تنتسب إلى المسيحية، لا حد له، من المنافقين الكذّابين، ولا عجب في ذلك فإذا كان النظام من وحي الشيطان، فلابد أن يكثر به الكذب والخداع، فالرب قال عن إبليس: «.. لَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا 8: 44).
فالتقليديون اعتادوا أن يُطلقوا لقب «بطريرك» على رؤساء كنائسهم في مختلف أقطار العالم، فهل ورد ذِكر البطريرك في الكتاب المقدس، ومَنْ هو البطريرك بحسب كلمة الله؟
أولاً، كلمة بطريرك πατριαρχης (بطريرشيس)، هي كلمة يونانية تتألف من مقطعين πατήρ (باتير) وتعني «أب» و ἄρχων (أرخُن) وتعني: رئيس، قائد، حاكم، ملك، ... إلخ. أي تعني رئيس آباء ...إلخ.
ثانيًا، وردت كلمة بطريرك 4 مرات في النص اليوناني للعهد الجديد في أعمال 2: 29؛ 7: 8، 9؛ عبرانيين 7: 4.
وإذا رجعنا إلى الشواهد السابقة نجد كلمة «بطريرك = رئيس الآباء» في أعمال 2: 29 قيلت عن داود، مكتوب: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ (البطريرك) دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ».
والسؤال المنطقي هل كان داود بطريركًا بمفهوم الكنائس التقليدية؟ وهل كان يرأس عددًا من الأساقفة والقسوس والشمامسة؟ وهل كانت له كاتدرائيات وله كرسي في كل كاتدرائية يليق بمقامه الرفيع؟ وهل كان يستقبله الشمامسة بلحن Pouro (أبؤورو) الذي كلماته تقول: «ياملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا»، أو ولحن K`cmarwut (إكإزمارؤت) الذي كلماته تقول: «مبارك أنت بالحقيقة، مع أبيك الصالح، والروح القدس، لأنك أتيت وخلصتنا».
كلمات هذه الألحان لا تليق إلا بالرب وحده، ملك السلام الذين منحنا السلام بتقديم ذاته ذبيحة لأجلنا على الصليب، وهو المُبارك الذين أتى وخلصنا.
من التجديف أن تطلق كلمات مثل هذه الألحان على شخص من البشر أيً مَنْ كان.
وكلمة بطريرك قيلت أيضًا عن أبينا إبراهيم في عبرانيين 7: 4 مكتوب: «ثُمَّ انْظُرُوا مَا أَعْظَمَ هذَا الَّذِي أَعْطَاهُ إِبْرَاهِيمُ رَئِيسُ الآبَاءِ (البطريرك)، عُشْرًا أَيْضًا مِنْ رَأْسِ الْغَنَائِمِ».
فهل كان أبونا إبراهيم بطريركًا بمفهوم الكنائس التقليدية؟
ثم في أعمال 7: 8 مكتوب: «.. وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ وَلَدَ رُؤَسَاءَ الآبَاءِ (البطاركة) الاِثْنَيْ عَشَرَ».
والسؤال للتقليديين، هل يعقوب أنجب اثنى عشر بطريركًا بحسب مفهومكم التقليدي؟
هل كان «رَأُوبَيْنَ» بطريركًا؟ وعلى أي كنيسة أو طائفة أو مذهب كان بطريركًا؟
وأين كرسي «رَأُوبَيْنَ» هل في روما أم في الإسكندرية، أم في القسطنطينية، أم في أروشليم، أم في أنطاكية؟
وهل كان «شِمْعُونَ»، و«لاَوِيَ»، و«يَهُوذَا»، و«دَان»، و«نَفْتَالِي»، و«جَاد»، و«أَشِيرَ»، و«يَسَّاكَرَ»، و«زَبُولُونَ»، و«يُوسُفَ»، و«بِنْيَامِينَ» بطاركة بمفهموكم التقليدي؟ أين كاتدرائياتهم وكراسيهم؟ وهل قال الكتاب عنهم أنهم أصحاب القداسة والغبطة؟
ماذا فعل شِمْعُونَ وَلاَوِيَ البطاركة انتقامًا لأختهم دِينَةَ؟ (ارجع إلى تكوين 34).
ماذا فعل البطريرك يهوذا بامرأة لا يعلم أنها كنته (تكوين 38: 15 - 18).
وماذا فعل رَئِيسِ الآبَاءِ (البطريرك) دَاوُدَ بامرأة أوريا الحثي (2صموئيل 11)؟ وماذا فعل بزوجها؟
حقيقة إننا نسعى إلى حياة القداسة، ولكن ليس من البشر من هو صاحب القداسة غير الرب وحده، فهو القدوس وهو مصدر ونبع كل قداسة.
وفي أعمال 7: 9 مكتوب: «وَرُؤَسَاءُ الآبَاءِ (البطاركة) حَسَدُوا يُوسُفَ وَبَاعُوهُ إِلَى مِصْرَ وَكَانَ اللهُ مَعَهُ».
والسؤال: هل يليق بالآباء البطاركة أن يحسدوا أخاهم ويبيعوه؟
ليس بمستغرب أن يحسد الآباء البطاركة أخاهم ويبيعوه، إذا كانت هناك اشتباكات بالأسلحة البيضاء و«الشوم» بين الرهبان، ويُكتب هذا الخبر تحت عنوان: [دماء بـ «أسلحة صديقة» على أسوار «دير وادى الريان»]. والسؤال، ماذا لو - بعد مرور مدة من الزمن - أُنتخب أحد هؤلاء الرهبان الذين استخدموا الأسلحة البيضاء والشوم في إسالة دماء زملائهم، بطريركًا؟
ليت الضمائر تستيقظ، والعقول المغيبة تنهض وتفكر، وترجع إلى الرب وكلمته.
من كلمة الله نرى أن من أُطلق عليهم بطاركة هم الآباء: إبراهيم وإسحق ويعقوب، وأبناء يعقوب (أسباط إسرائيل الاثنى عشر)، وداود.
قد يقول بعض التقليديين، أن البطريرك، هو أيضًا رئيس آباء. أليس هو رئيس الأساقفة، ورئيس كافة الرتب الكهنوتية الأخرى، ورئيس الشعب؟
ونقول للتقليديين، إذا كان البطريرك رئيس كل هؤلاء، فماذا بقيّ للمسيح؟
ألا يكون البطريرك قد حلّ محل المسيح في كل شيء يختص بالكنيسة؟
ليس ذلك بمستغرب أيضًا، فعند رسامة بطريرك (بابا) في الكنيسة التقليدية المصرية يقولون في الصلاة:
«عندما تيتمنا وترملت كنيسة الرب المقدسة التى يرعاها بتعاليمه ، تضرعنا إلى العلى أن يرشدنا إلى من هو جدير برياسة الكهنوت العظمى ليرعاها في طريق الرب ويهدينا ميناء الخلاص.. ولم يشأ أن يتركنا طويلاً يتامى ، بعد أنتقال أبينا الحبيب المثلث الطوبى والرحمات ، جزيل الوقار والكرامة البابا ..».
أليست هذه الصلاة تحوي تجاديف على شخص الرب باني الكنيسة ومقتنيها بدمه والحي إلى أبد الآبدين؟ ألم يعلن الرب له المجد عن نفسه أنه «.. حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا 1: 18؛ انظر أيضًا رؤيا 4: 9، 10؛ 5: 14؛ 10: 6).
هل شعب المسيح يتيتّم وكنيسته تترمل بوفاة شخص أيًّ من كان هذا الشخص، وأيّ كانت رتبته الدينية غير الكتابية، والألقاب التي منحها له المنافقون؟
إن شعب المسيح يتيتّم وكنيسته تترمل حقًا في حالة أن المسيح الذي صلب ومات لفداء كنيسته، لم يقم من بين الأموات؟
فهل أمسك الموت والقبر الرب يسوع المسيح؟ أم أنه صعد إلى العلاء (أفسس 4: 8، 9) منتصرًا على الموت؟
أليس مكتوب عنه:
«الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي»
(عبرانيين 1: 3).
أليست هذه الصلاة التجديفية تقرّ بأن المسيح غائب عن أبصار وأعين التقليديين، الذين لا يرون سوى شخص أقامه الناس رئيسًا بالمخالفة لكل تعاليم الرب ورسله الكرام، فإذا مات هذا الشخص يتيتم الشعب وتترمل الكنيسة، ويدهس الناس بعضهم بعضًا وتُزهق الأرواح في وداعه الأخير؟ يا للحسرة.
يقول التقليديون إن الأسقف أو البطريرك أو البابا هو مقترن بالكنيسة فإذا مات تترمل الكنيسة، فهل الكنيسة هي كنيسة المسيح الحي، أم كنيسة البابا أو الأسقف الميت؟
هل الكنيسة هي عروس المسيح أم عروس البابا؟
أليس مكتوب: «مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ» (يوحنا 3: 29).
هل يجرؤ إنسان أيّ مَنْ كان أن يغتصب مكان المسيح ومكانته بالنسبة لعلاقته بالكنيسة؟
وهل تجرؤ كنيسة ما أيّ كانت شهرتها وسطوتها، أن تدعي اقترانها بشخص غير الرب يسوع المسيح؟
إن كنيسة تقترن بشخص غير الرب يسوع المسيح، هي كنيسة زانية، وشخص يدّعي أنه مقترن بالكنيسة هو شخص مغتصب لعروس المسيح.
إن الكنيسة الحقيقية الآن مشبهة بعذراء مخطوبة لم يحن وقت زفافها إلى العريس الحقيقي الرب يسوع المسيح، مكتوب: «فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ» (2كورنثوس 11: 2).
وقريبًا جدًا سوف يحين وقت زفافها إلى عريسها الرب يسوع المسيح له المجد، مكتوب: «وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا» (رؤيا 21: 2).
كيف تتيتّم الكنيسة ورب الكنيسة وعدها: «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» (متى 28: 20).
كيف تتيتّم الكنيسة والرب وعد بأن يكون حاضرًا وسط اثنين أو ثلاثة يجتمعون باسمه (إلى اسمه)؟ ألم يقل الرب: «لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ» (متى 18: 20).
مَنْ من البشر يجرؤ على أخذ مكان الرب وسط شعبه؟ أو أن يكون مع شعب الرب مدى الأيام إلى انقضاء الدهر؟
إن البطاركة الحقيقيين هم رؤساء الآباء الذين تحدث عنهم الكتاب والذين تمت الإشارة إليهم فيما سبق، أما مَنْ أُطلق عليهم بطاركة سواهم فهم بطاركة مزيفون.
أسئلة عن الفصل الثالث عشر
1- ما معنى كلمة بطريرك، وما هو أصل الكلمة ؟
2- مَنْ هو البطريرك بحسب كلمة الله؟
3- مَنْ هم البطاركة الذين تحدث عنهم الكتاب المقدس؟
4- هل البطاركة الذين ذكرهم الكتاب المقدس كانوا معصومين من الخطأ؟
5- ما الحكمة أن يذكر الكتاب أخطاء هؤلاء رغم مكانتهم الرفيعة؟
6- ما هو التجديف المنطوي على لقب «صاحب القداسة»؟
7- مَنْ هو صاحب القداسة الحقيقي؟
8- ما مدى انحراف الكنائس التقليدية بعيدًا عن كلمة الله في توصيف عمل البطاركة التقليديين؟
9- هل تتيتم الكنيسة بموت المدعو بطريرك أو بابا؟
10- وضّح مدى التجديف في قول التقليديين بأن الأسقف أو البطريرك أو البابا هو مُقترن بالكنيسة، فإذا مات تترمل الكنيسة؟
11- بأي معنى تعتبر الكنيسة التقليدية زانية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق